Sunday

المنقذ من النكد .. قاروره جديده ..!

اخرجت الخمس ميه اعطيته وانا اقول له : افرح ..! اخذت الزجاجه .. وهمست لنفسي لا تفسد مزاجك يلعن ام الفلوس !قلت وانا لم اكد ابتعد : ياشرم** .!صاح .. ماذا قلت ؟قلت : لاشيء .. ايها العزيز .. انا لا احدثك ..افرح يا قلبي ..هاهي الزجاجه .. جديده مختومه .. من الكرتون .. ليست نصف زجاجه او ثلاث ارباع .. فتحت الغطاء شممت رائحتها المميزه .. شعرت برغبة في تقبيل الزجاجه .. هل يعتبر هذا شرك خفي ام اصغر كتقبيل حديد المزار ! تحركت نفسي لذكرى المزار .. وعاد شعوري انه ممارسه يستحقها الانسان فعلا ..لانها تكسر خشمه ! واجمل ما فيها تقبيل العتبات .. كم اود ان اشرب على عتبة مزار مليء بالنساء والاطفال والرجال الفقراء السذج .. لأسمع حكاياتهم ودعواتهم الصادقه .. وامتلىء بجمال الحزن ..عدت الى الاستراحه .. بصيدي الزجاجي .. ثبت الجوال على الوضع الصامت و احضرت كل اشرطتي واسطواناتي المفضله .. سخنت قطع الكبده المقليه في المكرويف قطعت الليمون والجزر والخيار .. كل شيء جاهز .. خطر ببالي ابو ناصر .. المسافر .. كم انا مشتاق الى سوالفه وضحكه .. قررت لمزيد من المتعه ان انتظر حتى استوي شوي ثم اكلمه ..! .. .. استيقظت في الغد .. كان الوقت ظهرا .. او قبل العصر بقليل ..لم اتذكر ابوناصر .. لكني تذكرت شخصا كان يلبس رداء عجيبا وصوته به بحه ويعطس كثيرا .. كان يحدثني .. يقول انه صاحب الغاز وانه سيصلح الغاز ! طوال الليل يتحرك في الاستراحه امامي وانا احاول ان اسأله من ارسله .. بعد العصر اكتشفت اني تعرضت لسرقة .. طار فيها نصف اثاث الاستراحه .. العجيب انه كان يسولف .. بل احيانا يغني .. كان صوته جميلا !!

فتوح العارفين .. في الخريف !

هبط الدرج برفق وعندما وصل الدرجة الاخيره توقف و اخذ نفسا عميقا وقال :ما جمل هواء البحر !قلت له هذه ارض جميله طيبه ما اروعها !هل انهزمت .. هل انتهيت الى مدح الهواء .. انا وهو .. ما الفرق .. انه عاش سبعين .. وعشت انا ثلاثين .. استمتع هو بالسبعين واضاع الثروة وانا لازلت احلم .. ابحث عن ما لا ادريه وسوف اموت بعده او ربما قبله .. مشيت مع العجوز على الكورنيش .. وبين الحين والحين نقف ليتطلع الىالبحر ثم الى السماء وياخذ شهيقا قويا ونكمل المسير ..تحدث كثيرا .. قال لي عن مغامراته في عالم التجاره واراءه السياسيه وسب الناس والمجتمع وحذرني منهم .. حدثني عن المدن التي زارها عن جمال الشوارع والمباني والنظام في بعضها والفوضى والفقر والقذاره في بعضها الاخر .. عن طبائع الشعوب كما يراها وهي خليط من النظرة العنصريه والشوفينيه المغرقه .. قضيت معه ثلاثة اسابيع لاجل النقاهه بعد العملية الجراحيه .. اقتربت منه كثيرا اكثر من ما سبق وعرفته اكثر كان هو الذي يتحدث معظم الوقت .. وانا استمع . تحولت الى اذن كبيره اسمع واسمع واسمع .. لم اكن اسرح ولا ابتعد ابدا فهو حريص ان ابقى معه متيقظ الذهن لما يقول .. عدا بضع سرحات لم ينتبه لها .. كنت مشدودا لحديثه اعجبتني ثرثرته .. وتعلمت منها ان مقولة حكمة الشيوخ اكذوبة وان العمر لا يزيد الانسان حكمه ولا عقلا .. تحدثنا في كل شيء تقريبا عدا موضوع واحد هو النساء ..لم يتحدث عنهن ..ولم اساله كنت اود ان اساله عن نساء المدن البعيده التي حدثني عنها عن هوائها واهلها وطباعهم واكلهم ومنازلهم كنت اريد ان اساله وما ذا عن نسائهم .؟ لكني خجلت ! خفت ان يكون سؤال كهذا يعني اتهاما بالفسق والفجور .. ففضلت الصمت .. لكني اشعر في بعض حكايته ان هناك شيء يقترب ويؤدي الى المرأه لكنه ينحرف قبل الوصول اليها ويذهب في اتجاه اخر .. او شك ان اساله لكني اخاف واخجل حتى جاء يوم كان العجوز نائما وقد فتح النافذه الكبيره المطله على البحر .. دخلت لاغلاق النافذه خفت عليه من برد الليل .. سمعته يتحدث حسبته يقظا .. نظرت اليه اذا هو نائم ويتكلم .. اغلقت النافذه وكنت على وشك المغادرة عندما سمعته يقول ( احبك ) توقفت نظرت الى العجوز واذا به نائم ويقول ( احبك ياناديه ) .. ارتبكت فكرت في الخروج يجب ان اتركه ليس مرؤة ان استمع اليه .. لكني لم اقدر على المشي تسمرت استمع .. كان كلاما مقطعا لكنه مفهوم وينتهي الى ان هذا العجوز له قصه ما .. كدت اضحك في الغد وهو يتكىء على ذراعي لنجتاز طريق الكورنيش .. تذكرت هيامه البارحه وحديثه عن لواعجقلبه لمحبوبته .. اردت ان اجر قدمه .. قلت له ان شاء الله اذا رزقت ببنت سأسميها ناديه ما رايك ؟ .. قال الماكر .. ماهذا الاسم القديم .. اختر اسما حديثا او سمها على امك ساره .. ثم اكمل دعني اجرب الاسم ناديه ناديه ناديه ردده بتلذذ ثم قال : لا باس به .. له رنين !انا موافق اسم جميل قلت لنفسي : هكذا اذا ..!! الان استطيع ان اخمن اين بعثرت الثروة ..

كيف أقنع نفسه مسحوق بن مسحوق بفضيلة التواضع ..!!

عندما كنت في الثالثة عشر من عمري كنت اظن ان الحق يغلب الباطل وان الخير لابد ان ينتصر في النهايه وكنت يومها اعتقد اني اشهد جولة انتصار الباطل على الحق وكل يوم ازداد شوقا بانتظار جولة انتصار الحق ..وعندما اصبحت في الخامسة عشره وعلى ابواب السادسة عشره اكتشفت ما اسميه الانسحاق , وعرفت ان والدي ينتميان الى اسرتين مسحوقتين بل وعريقتان في الانسحاق واستطعت ان اتوقع مستقبلي وتنبأت اني ساتزوج مسحوقه وسانجب ابناء مسحوقين .واليوم انا انسان مسحوق بجداره اسير في الطرقات واميز اقراني واعدهم وهم كثيرين بل اكثر من ما كنت اظن بعضهم يحاول ان يخفي انسحاقيته لكن عيني الخبيره تكشفه بسهوله ,هل تعلمون ماهو الانسحاق ؟ هو ان تصبح بطانة حذاء للاقوياء ..رغم كل ما قيل عن الطبقيه وقيم الدين لكني اعلم ان كل ما هو خارج مملكتي الصغيره خارج باب بيتي هو ترتيب من تراتيب الانسحاق وتشريع للهيمنه والسيطره التي جعلت والدي رحمه الله يترحم بل ويبكي عندما يمر امامه اي ذكر للقوه .... كان رحمه الله صوتا مخنوقا وجسدا مدبوغا ورايا مقموعا يمشي على قدمين ..هذا ما كتبه ابي المسحوق السابع عشر في سلالة البودرة البشريه .. اما انا فقد انعتقت من السلاله .. واصبحت متواضعا .. واليكم ما اتذكره بعد جلستي الاسبوعيه ..!في ذات يوم غير بعيد قمت من النوم ولم اتوجه الى العمل ولم اخرج من البيت كنت مليئا بشعور ملكي بهيج استمر اياما بينما انا في خلوة لا ابرح غرفة العرش .. مللت الحراس والوفود كانت الافواج والحرس تحيط بي عندما اشرت بيدي لهم ان يغادروا .. خرجوا بسرعة البرق ! شعرت بسعادة لخلوتي بلا حراس ولا وصفاء وقفت بالنافذة الملكيه .. تأملت مصير البشر واخيرا بعد ايام من التامل قررت ان اهب السعادة .. تطلعت وانا انوي ان امنح السعادة لاول من تقع عليه عيناي هذا الصباح .. بقيت في النافذه انتظر مرور سعيد الحظ .. لم يمر احد في الطريق المتربه ! كان الوقت مبكرا .. والنور لم ينتشر بعد .. واخيرا لاح رجل طويل نحيل وقد امسك بيده ارغفة من الخبز قد لفها في شماغه بقيت انتظر مروره لاصيح به وامنحه السعادة .. صحت به .. توقف ونظر الي .. ومالبث ان ارتعب وخاف من هيبتي الملكيه لم يحر جوابا توقف دقيقه اخرى ثم هرول راكضا بسرعه !عدت الى سرير ملكي .. وقد احزنني ما جرى .. قلت لنفسي انها عظمتي المتوارثه .. تخيف المساكين والعامه ..لاخلع ايهاب الملك ولأرتدي ملابس الفقراء لانزل لمستوى الشعب لاتواضع رحمة بالضعفاء ..وهكذا منذ اقنعت نفسي بفضيلة التواضع وانا احيا متواضعا ..!!

التدخين في السطح ظهرا .. تحت الدش والحراره خمسين ..!

قال لي : ظبطته متكوما تحت الدش وبيده سيجاره وقد ازرق لونه من اثر الشمس ..!ابن الجيران المراهق لم يجد مكانا ( أمنا ) للتدخين الا في السطح .. واستظل بدش !كان ارسال القناة يتقطع يتذبذب بشكل غير طبيعي فطلعت السطح لأستطلع واذا به ذلك الجسد الفتي قد جلس على قطعة كرتون واستظل من جهنم الظهر بصاج الدش !!باغت الفتى قائلا : لهذا يوشوش ويقطع الدش .. ! قفز الفتى واطفأ السيجاره كيفما اتفق .. لم يقل سوى انه يبحث عن ورقة سقطت منه ..!!تركته في ارتباكه وانا اتذكر حال الدنيا .. وان الامس كاليوم .. عندما كنت ادخن في السطح في الظهر في ظلال الجدار التي لاتتجاوز ثلاثين سنتيمتر ! ولا انسى يوم سمعت صوت ابي فألقيت بالسيجاره في سطح الجيران وهرولت نازلا .. وبعد نصف ساعة سمعت الصياح والصراخ من جراء الحريق الذي نشب في عشة الحمام بسطح الجيران .. خفت كدت اموت من الخوف .. وشعرت بمسؤليتي عن ما يحدث .. فكرت في الهرب .. او الاعتراف ..لكني لذت بالصمت !وكانت فرحتي بمحدودية الحريق لا تصدق .. ضحكت ومرحت لكني ظللت بعدها اسبوعا بلا تدخين .. هل تغير شيء بين الامس واليوم ؟؟انا ضد الدخان والتدخين ..لكن ألية العلاقه بين الاجيال ..العلاقات البطركيه ..التسلطيه ..هي هي

حرية الجنون .. وصقيعه !!

بالامس كنت اقف عند إشارة المرور عندما شاهدت ( مجنونا ) يركض .. يلهث .. مصفرا مخضرا مزرقا .. كان يجري رث الثياب اشعثا .. كان يطير يركض كالاطفال .. احسست انه انسان حر .. انعتق من ذل الوعي .. من جريانه الذي لايقف عند حد .. انه حر من غش الذات .. من كذب الناس ..لكني تسألت من رمي به في ظلمة اللاوعي البارده .. من كتفه في هذا الصقيع .. ..انهم هم أولئك .. الاخرين ..الجحيم .. هل يتركونه .. ام يلاحقونه في متاهته.. هل يجبرونه على دخول سخونتهم وسياطهم .. راقبته وهو يختفى وراء سور قريب .. وبينما كانت الاشارة على وشك الانطلاق .. تفاجأت به يطرق زجاج نافذة سيارتي .. خفت .. تراجعت .. كانت عيناه تلمعان ولعابه يسيل .. انزلت الزجاج قليلا لأسمع ما يقول .. سمعت كلمة : دخان !قلت له انا لا ادخن .. اخذت بضعة ريالات قليله ..وأعطيتها له وانا احاول ان لا أمسه !اخذها وجرى أمام السياره ..وقذفها في الهواء ..تناثرت الاوراق النقديه القليله ..بينما ذهب هو يركض بين السيارات ..ياللحريه .. ياللانعتاق .. كم تمنيت ان استهين بالنقود .. ان القيها كالاوراق المهمله ..هل هو المجنون .. ام نحن .. الذين تمضي اعمارنا في جمع هذه الاوراق ..هل هو المجنون ام نحن الذين نمثل في كل لحظة من حياتنا ..