Thursday

لأنهم تربوا على أن البشرة السوداء لا تكون جميلة




كتبت في احد المنتديات السعودية الذي يتميز بكثرة الجمهور التقليدي المتحمس للجهاد دفاعا عن الإسلام كيفما أتفق أو ما يسمى الدهماء أي الإسفنجة التي يسكب عليها بطاركة المجتمع تصوراتهم عن الحياة والكون وهي تصورات منغلقة وعنصرية وطبقيه وتكفيرية , فأطريت في ذلك المقال جمال البشرة السوداء وعبرت خلالها عن إعجابي بأغنية قديمة وصاحبتها ( أغنية بشروني ) للفنانة عتاب بعد ان شاهدتها في تلفزيون الكويت ..ووصفت عتاب بالجمال والرشاقة و الدلع . لكن جمهور ذلك المنتدى استغربوا واستنكروا ان تكون إنسانة سوداء جميله .. ضحكوا وسخروا .. واعتبروني بلا ذوق ولا حس جمالي .. بينما عتاب فعلا كانت جميله ..وأجمل بكثير من وثنهم الإعلامي البشع هيفاء وهبي .. لكن لأنهم تربوا على ( الأصول القبلية ) ووعوا الدرس جيدا فلا يتجاوزون المعايير التي حفظوها وصموها مع محفوظات الدروس .. فهم يضحكون من كلامي من وصفي لها بالجمال و الضحك كما هو معروف هو اندهاشه العقل من التناقض والتضاد والتنافر .. فهم يجدون الجمال يتضاد ويتناقض مع كونها سوداء البشرة ..!المحزن أن معظم الردود تتميز بقدر كبير من العنصرية والانغلاق وكأن الجمال فعلا يتناقض مع البشرة السوداء .. وكأن رسولنا محمد لم يفضل بلال الحبشي على زعماء قريش وكبرائها وكأن القرآن الكريم لم يقل لا فرق بين اسود ولا ابيض .. كل هذا يحدث ونحن خاضعين لأله إعلاميه ضخمه يسيرها رجال دين متعصبين يصرون أننا مجتمع فاضل .! أما عن ذكري لرشاقة عتاب فالأغنية قديمه ويومها كانت في العشرينات من عمرها . أما انجذابهم اللاإرادي لنماذج تلفزيونيه مصنوعة لتتحول إلى آلة تصنع المال مثل هيفاء وهبي .. فهي جميله فقط عند الرعاع الذين يلاحقون السائد ويتبعون القطيع .. المؤسف أيضا في الموضوع أن نظرة سريعة على القنوات الفضائية العربية تجدها تكاد تخلو أو هي خالية بالفعل من أصحاب البشرة السوداء الجميلة .. فإضافة إلى غيابهم عن المشهد السياسي والمالي فهم غائبين إعلاميا .. وكأن نشرة الأخبار لو قرأها اسود ستقلل من أهمية القناة .. ولا توجد اليوم سوى فتاة واحده تذيع أخبار في محطة لبنانيه ( وكعادتهم اللبنانيين رواد دائما ) .. أما بقية القنوات فكأنه من شروط المذيعة أن تكون بيضاء فاقع لونها .. أما طبيعيا أو صناعيا .. والمجال الوحيد الذي برز فيه اللون الأسود لدينا هو المجال الرياضي وكرة القدم تحديدا .. لأنها مجال المهمشين والذين يلتقطون من الشوارع ومن أندية الحواري في مكة وجده والرياض .. عيب علينا ونحن نتشدق بأقوال القران والرسول .. أن نرى الغرب الذي نتهمه بالعنصرية وقد امتلأت محطاته وأفلامه ومسلسلاته بنجوم سود .. بما يفوق نسبة وجودهم في المجتمعات الغربية .. بينما بلادنا / المملكة / و / الدول العربية جميعا ربما يصل أصحاب البشرة السوداء إلى ثلث السكان . من المسئول عن هذا ؟ هل هم السود أنفسهم أم أن واقعهم المزري قد قيدهم وسجنهم في أوضاع اقتصادية قاهرة , مهما بحثت لا استطيع أن اعد أكثر من أصابع يد واحده من السود البارزين في كل تاريخ المملكة خلال القرن العشرين .. أين هم رغم تواجدهم الكثيف .. ولكن إذا عرفنا أن الرق لم يلغى رسميا إلا قبل عقود قليله وبضغوط خارجية وان بعض الأصوليين ينادون بعودته لان تراث الفقهاء مليء بأحكامه التي تبين انه حلال إلى يوم القيامة عندها يصبح مفهوما هذا الوضع وتلك التهكمات العنصرية .

Sunday

أدب الحمامات .. هوى الكتابة الشبقيه في مجتمع محافظ




يسيل الحبر على القيشاني الابيض وتسيل معه لذة مكبوته في الاستهانة بالمحرمات والممنوعات .. من مدارس الابتدائيه الى دواوين الحكومة المنتفخه المليئه بالزيف والنفاق .. مجد ادباء الحمامات كل مضطهد وكل صارخ في وجه الظلم .. مجدت الشباب والرغبه والحب بانواعه .. استهانت بكل الغش وظهر المجتمع انسانيا نقيا من الكذب والتدليس .. بحث هؤلاء الثائرون عن مكان ..عن حائط متواري عن متنفس أمن .. ولم يجدوا غير الخلوة ..وبيت الراحه .. ليصبح راحة مزدوجه تريح البدن من القاذورات وتريح النفس من القاذورات الاجتماعيه .. فينفث ادباء الحمامات .. ما تنؤ بحمله قلوبهم من الحرمان والتعطش الى الحرام ! لم يعد من مكان للتعبير عن الحقيقة الا الحمام عندما تتاكد ان لا رقيب ..ان لا اب هناك يقمع ..فالاب لا يوجد الا في الاماكن الطاهره النزهيه !واعجب شيء هو تلك الردود والمحادثات التي يتبادلها كتاب الحمامات العموميه ..احدهم يخفي قلمه وهو داخل الى الحمام حتى لا يتهم بالكتابه كما اخبرني في غلطة ندم عليها !مساجد الجوامع والهيئات الشرعيه تتساوى مع مساجد الاسواق ودواوين الحكومه بكل هيبتها الفارغه .. تستفز غريزة الحياة لدى الشعب المحروم الذي يتخذ من حائط السيراميك صفحة ليكتب بياناته التي تتفوق صدقا على كل الضجيج الفارغ خارج دورات المياه !كم شعارا سياسي .. كم عبارة عاجزه عن الانطلاق من الشفاه .. تصدرت دورات المياه بتحدي !!