Wednesday

ليبرالية النبلاء .. وليبرالية الرعاع ..

الليبرالية في بلادنا صدى ورجع صوت لما يحدث في العالم ولما حدث لدينا من تراكم كمي بعد عقود من التعليم والبعثات والانفتاح الإعلامي وثورة الاتصالات .. فبعد كل هذه السنين اكتشف المواطن أن ما يريده وما يطمح إليه من واقع في وطنه يطلق عليه عالميا وفلسفيا كلمة الليبرالية .. وهي تعني باختصار أن يكون الإنسان حرا في حياته الخاصة والعامة .. حرا في فرديته حرا في ممارسة المشاركة في الأمور العامة .. حرا من عصور الظلام والعزله .. حرية يحميها القانون وسيادة القانون .. وتمارس بطريقة ديموقراطيه محايده.. ولكن كيف ينظر مجتمعنا إلى الليبرالي ..؟ إلى داعية الحقوق وسيادة القانون واحترام الإنسان الفرد وحمايته من سلطة تنين الدوله ..؟ بينما مناهجنا وإعلامنا يزخر بتراث من الطعن في الحريات وتسفيه مقولات الحرية والانسانيه .. واعتبار كل دعوة إلى التحرر هي دعوة إلى الفساد ..! ولم نرى فسادا في بلاد الغرب .. بل رأينا احترام وتقديرا للإنسان .. ولكن الفرق هو في مفهوم الفساد فبينما يرى رجل الدين المستبد أن الفساد هو عبائة الكتف ! أو شرب الخمر أو تحرر المرآة أو العلاقات الجنسية المنفلته أو لبس البيكيني أو الإنتاج السينمائي أو الموسيقى .. يرى الإنسان الحر بالمعنى الليبرالي الفساد في الاضطهاد واستغلال النفوذ والظلم وعدم احترام القانون والسجن التعسفي وسرقة المال العام .. ولا يشك عاقل اين يوجد الفساد الحقيقي بين هذين المفهومين .. ؟! ورغم كل هذا الحشد من الكلام ضد الليبرالية ومفاهيمها ..فليست ذات شأن فنقدها / إن كان يعتبر نقدا / وشتمها ياتي في سياق شتم وسب كل المذاهب والفرق والاتجاهات والأفكار التي أنتجها الإنسان عبر التاريخ ..! بالرغم من كل هذا التشويه لمفهوم الليبرالية ومعانيها التي تزخر بها الدروس والمحاضرات فأن نور العقل لا يحجبه شيء عن رؤية عين الحقيقة ورؤية معنى الحرية التي يتطلع عليها الإنسان .. تاريخيا ليبرالية الطبقات العليا في بلادنا هي الأعرق والأقدم , فليبرالية النبلاء نبتت في صوفر وعالية وكلية فكتوريا وشقق ماي فير .. ليبرالية فتحت عيونها الشركات المتعددة الجنسيات واستثماراتها البتر ودولاريه .. وهي ليبرالية تحيا فوق السحاب .. بعيدة في فضاءات لا تخطر على قلب أجلاف الصحراء .. ليبرالية نظرية مخملية ناعمة أليفه وديعة .. على عكس الليبرالية الشعبية الوليدة .. فهي ملعونة مغضوب عليها لأنها في حالة تماس دائمة مع الأرض الحقيقية التي تنتج المن والسلوى .. لأنها تغضب الرب وتحبس المطر وتوقظ شيطان اسمه الفتاوى المحرضة .. لأنها تلعب على المكشوف .. والأخطر أن تلعب اللعبة صح .. أن تقول ما لا يقال .. أن تقول ما لا يجب أن يقال .. فيغضب كل أهل البيت .. قبائل ومشائخ و** ووصوليون .. الليبرالية قدرالانسان في كل مكان لأنها اثبتت عبر التجارب التاريخيه على الارض انها بر الامان من كل النزعات الطائفيه والعرقيه والسياسيه وتحتكم الى القانون فقط ..