Saturday

قلبي يرجف مثل الحمامه .. يا مولانا ..!


قلبي يرجف .. مثل حمامه .. يامولانا ..مثل زجاجة في موج .. هل ستقتلني الليله .. يا بائع الفرح ؟الموسيقى والبيره .. اشعلت روحي اليابسه .. قال من وراء اسنانه الصفراء .. : من اجتمعت له ثلاث في حانة .. في ليلة ..ونفق تلك الليله .. فهو شهيد ..!قلت .. وماهي ياصاحب الحان ؟قبل ان يجيبني صاح .. ياساقي .. بدوايزر بارده ..!حرك يده .. فصدحت اغنية .. التفت الي وقال .. هذه الزجاجات البارده .. صمت قليلا ثم اكمل وفي عينيه لمعه واغاني .. طرب ومزيونه .. !صمت اتأمل الزبد الصاعد الى حافة الكأس .. ثم رفعت الكاس وقلت ..في صحتك .. انكشفت اسنانة البنيه ورفع الكاس بفرح .. وين المزيونه ..؟هل ستاتي مزيزنه فعلا ..؟ صفها لي ياصحب الافراح ؟هل ستخلص علي .. ياصحاب الفرح ؟من يقدر على الثلاث .. انه الهلاك ياابو الضروس الملونه ..!وفي غمرة اشواقي الروحيه .. فتح باب الحان ودخلت امواج من عطور .. وانفاس من مطر ..علمت انها نهايتي .. وانني شهيد ..اجتاحتني رغبة في الصراخ .. لكني بدلا منها غرقت .. في هروب افلاطوني .. نزف قلبي .. ورجف كجناح طائر .. ورقص .. ولازال ..لانه لم ولن يرتوي ..

Friday

العراق اليوم .. البعثي هو الوهابي .. والوهابي بعثي .. واللعن من نصيبهما فقط لاغير !

انتهى زمن شتم ولعن اسرائيل وامريكا في العراق .. العراق اليوم ( شكل تاني ) على قول نجاة .. العراق العروبي مات وانتهى ..وما هو باقي اليوم هو العراق الطائفي القادم من ايران .. المعارضة السابقه لنظام البعث كانت تقيم في ايران لمدة عشرين سنه .. وترعرعت ونمت على ايدي الايرانين واجهزتهم .. وهي جميعها معارضة دينيه تدين بالموالاة والتعاطف مع نظام الدولة الدينيه في ايران وتراه نموذجا للدولة الاسلاميه المستقبليه في العراق .. المعارضين العراقيين الذين استلموا السلطه هم اساسا رجال دين حاقدين وهاربين من نظام البعث العلماني الذي حجمهم وحرمهم من التواصل مع الجماهير التي ظلت امينة ووفيه لهم .. وظهر ذلك بممارساتها التي تزخر بكل الضياع العقلي .. عادت المعارضة من ايران مظفرة بمساعدة الشيطان الاكبر .. وكانت ظنونهم ان الدولة قد سقطت في احضانهم .. لكن ماحدث كان أسوأ من توقعاتهم .. ولم يهنؤا بعد ثلاث سنوات بالخروج من المنطقة الخضراء الا الى المطار عبر مروحيات ..كل يوم عبر الفضائيات العراقيه الاتهامات واللعنات على التكفيرين الخوارج الوهابين البعثيين ..وتنقل الفضائيات بعد كل عملية انتحاريه صور الجموع الغاضبه وهي تهتف ضد الوهابيين البعثيين ..او البعثيين الوهابيين .. ولولا قليل من حياء بعض المحطات الفضائيه العراقيه .. لقالوا وهتفوا عيانا بيانا ضد السعوديين .!! كيف اصبح ابن باز وميشيل عفلق .. زميلين في حزب واحد اسمه البعثي الوهابي ..؟وكيف اصبحت اللجنة الدائمه .. رفيقة .. القيادة القطريه ..؟وهيئة كبار العلماء .. رفيقه القيادة القوميه .. ؟والقادم اسوأ .. فلاشيء يوحي بنهاية لمسلسل التفجيرات ..والعقوبات وربما الضربات الدولية قادمه ضد ايران صاحبة الاحلام الكبيره .. واتهام الوهابيين بنفخ النار في الملف الايراني النووي يتردد .. لتشتعل حرب دينيه على ضفاف الخليج .. وقودها العراقيين ..ليصدق في منطقتنا ما سبق ان صدق في اوربا ..حيدوا الدين .. اخرجوه من الصراع .. ضعوه في مكانه اللائق به وهو مكان العبادة .. ليعيش الناس مع بعض .. ولايفكروا في ضمائرهم ولاتاريخهم الاسود

Wednesday

المنصح بالله التاسع عشر .. عصر النصيحه الذهبي

لايوجد احد في مجتمعنا الفاضل الا وقد وقع فريسة للنصيحة مرات ومرات خلال حياته .. وهي باب كبير وواسع لدعم الذات وبناء الثقة والقيمة على حساب حرية الاخرين فدخلها كل خربوطه ومرجوج ونابح ممن ضاعت خطاه وتاه .. ومن خلالها مارس المجتمع الطغيان ضد بعضه بعضا .. وغالبا ما تاتي النصيحة وهي متدرعة بأسلحة محيرة من القمع والقهر المعجز عن الرد والصراخ في وجه المنصح بالله .. لانها تاتي وقد كبلتك مسبقا بالذنب حينا او الاثم او الخطيئة .. طبعا كما يراها الناصح من زاويته المظلمه الحصينه .. ومع التطور الظاهري للمجتمع حاول بعض عباقرة الناصحين تطويع التكنلوجيا و العلوم الحديثه وتحويلها الى أداة للقمع والاستبداد باشكال وهياكل حديثه .. وحث الناس كلهم حتى الاطفال على الدخول في طقس النصيحه وممارستها على من يستطيعون افتراسه .. حتى اصبحت بلادنا اليوم تعج بمئات ألألاف من الناصحين الباحثين عن الحسنات على حساب الاخرين .. وبمئات المؤسسات والهيئات الاستبدادية التي تلاحقنا ليل نهار بمنشوراتها ومحطاتها وبرامجها التي تنفر من الحياة والاقبال على الحياة وتهميش الانسان وحريته والوصاية على الافراد .. حتى الطرق والجسور واعمدة الانارة واشارات المرور لم تسلم من بث النصيحه فتحولت على ايدي مهووسي تجميع الحسنات ولاقطيها من الناصحين بالله الى الات قمع وتوجيه وارشاد لترديد كلمات كالببغاوات .. من اوامر لاتهدف الا الى التخويف والارهاب ونيل الحسنات من الاخرين رغما عنهم ..احد اقاربي من مهووسي التقاط الحسنات ولايرتاح ويقر حتى يجد احدا ينصحه .. يقضي نهاره في النصائح العلنية والسريه فهو بزعمه يدل على الخير ويكسب ثلاثة اجور .. اجر النصح واجر هداية الناس واجر الراحة النفسيه وهي مربط الفرس .. ينصح في كل شيء من اطلاق اللحى الى مقاطعة المنتجات الغربيه .. ينصح اذا رأى مخالفة تفريج اصابع في السجود او اسبال ثوب او تدخين .. اعتاد المنابر والنظر الى وجوه الناس والى القبض على المكرفون المصنوع في بلاد الكفار كما اعتاد على تلك الهمسات الماهرة التي يؤديها في اطراف المسجد وهو يقبض على مرتكب مخالفة حركيه لينصحه في اذنه على عجل .. اعتدت على سماع صوته الماعزي وهو يتردد هنا وهناك .. ولكن بقيت ابواب موصدة لم تصل لها تلك النبرات الماعزيه .. ومع تفجر الفضاء بالقنوات .. وجد طريقة الى الشاشة الساحره .. فخرج من القمقم .. ووصل الى مرحلة تجميع حسنات بالملايين .. ومن يومها اصبحت اسميه المنصح بالله .. التاسع عشر .. وغدا امبراطور الجهل .. بعد ان توجه الغوغاء .. وحملوه مسؤلية النصح الجماعي للامه ..ومنذ وصول هذا الماعز والتحاقه بجوقة القيادة الفكريه لمجتمعنا .. وانا اعلم اننا نسير من جرف لدحديره كما يقال وان المستقبل .. يبتعد والماضي يقترب ..

Sunday

لماذا هذا التكالب على الماضي البغيض .. ليذهب في ستين داهيه مع اهله !

قد لايعجب البعض هذا الكلام .. لكني اعتقد بوجاهة السؤال وهو .. هل ماضينا جميل ؟؟ هل هو حقا جميل ..؟؟ بعيدا عن العواطف تجاه الاباء والاجداد .. هل خلف لنا الماضي شيء سوى الاستبداد والتعصب .. واحتقار العلوم الحقيقيه والمهن .. اليس مليئا بالفقر والجوع والسلب والنهب والتنابز بالالقاب والحقد والحسد .. رغم فقر البيئه او ربما بسبب الفقر ..؟ صحيح لابد ان يكون لنا ماضي .. دليل على عيشة الاولين نخبر به ابنائنا واحفادنا ونحذرهم من العودة لتلك الحياة وتلك الطريقة في العيش .. ؟؟ متحف للعبرة كيف ان الانسان يتنازل طواعية عن استعمال عقله ويديه ويركن للجهل والكسل وحب الطغيان والمذله والاستكانه للظلم .. بعد جولة في منتدى التراث في الاقلاع .. تذكرت الجنادرية .. مهرجان التكرار والملل والفوضى والعقد النفسيه .. كما خطر ببالي صرعة مجالس الطين وبيوت الشعر التي طار بها الناس بشكل هستيري .. والى الولع بمقتنيات الأولين التي يبحث عنها البعض بحماس .. تسألت بيني وبين نفسي اي جمال في ذلك الماضي العفن ..؟ اي جمال في اهله الذين لم يخلفوا لنا سوى الجهل والتعصب والخوف من الحياة .. لماذا هذا التكالب على الماضي البغيض .. والافتتان بادواته الفقيرة التي تجلب العار .. هل هو الخوف من الحاضر .. الخوف من تيار الحياة الساخن الذي سيجرف الماضي الى مكانه اللائق به وهو عالم النسيان ..؟ هل هو الانصات الى صوت الشيفيونيه .. الى صوت الدين الملتبس بالمحلية ..؟؟ لنكن صريحين مع انفسنا . ولنلعن الماضي .. كما نلعن العدو ..فليس فيه الا الخوف والاستبداد والجهل والطغيان والجوع ..