Saturday

رحلتي الى الكعبه والحرم ..

بعد الوصول الى الحرم ومشاهدة الكعبة .. والبناء الهائل المهيب للمسجد الحرام .. بقيت ساعات مأخوذا بالمشاهد التاريخيه والفن الاسلامي .. كما بقيت ساعات مأخوذا بالصدمه الروحيه التي اجتاحتني أثر الوصول الى الحرم ورؤية الكعبة الشريفه وهي تختال في مغناطيسها الروحي العالمي .. كما هالني كثرة الدامعين على جدران الكعبه .. واخذت بحجم الفرق بين صورها في التلفزيون والواقع .. سواد الكعبة كان شديدا جدا .. وعلوها الذي قارب خمسة عشر مترا بدا مهيبا .. سألت عن الاتجاهات الاربع داخل الحرم .. بحثت عن مكان دار الندوة .. ودار الارقم .. تذكرت انساننا الاعظم .. العربي العظيم عليه السلام .. كما تذكرت قادة الاسلام وبناة العروبة العظام .. ابو بكر وعمر وعلي .. شعرت بالفخر وانا ارى ايرانيين اعلم ان قلوبهم تستنير بعلي والحسين وفاطمه ابناء بلادي .. تاملت الطواف والطائفين .. شعرت بحنان جارف تجاه الحجر الاسود و تجاه احجار الكعبه بل تجاه رخام الحرم وباب الكعبه ونقوش جدران الحرم .. دخلت بين المذنبين الملتصقين بالكعبه قبلت الاستار واسندت راسي على جدار الكعبه المعظمه استرحت لتواصلي المادي المباشر مع المقدس .. شعرت انني اتماس مباشرة مع الموجود الاول مع / واجب الوجود بذاته / .. حاولت دفع نفسي لتنساق الى الدموع والانبهار الروحي لكنها كانت عصية مشتته .. لم استطع الا التركيز في الرائحة الشذيه لستارة الكعبة السوداء .. من يضع هذه الرائحه .. الملائكه ام احد المكلفين بحراسة بيت الله الخاص .. ؟ فجأة شعرت بمن يطرق ظهري قائلا لايجوز هداك الله .. هذه بدع .. قلت في نفسي حتى هنا لا تتركك البدع واعدائها وانصارها .. تمنيت لو ان في كل مدينة حائطا للبكاء .. للتنفيس عن تعب الدنيا وأذى الناس .. لتجديد الروح .. والتخفف من ضغوط الحياة .. تذكرت ان الناس في رمضان تحول المساجد الى حوائط للبكاء .. ويتزاحمون على المساجد التي تبكيهم أكثر من غيرها ..
مع الاسف مع مرور الوقت بدأت الصدمة الروحية تخفت شيئا فشيئا .. وبدأت اشعر بالالفة مع المكان وشيء من الملل يتسلل الى نفسي بل بدأت نظرة ناقده للمكان والممارسات والطقوس تجتاحني .. ورويدا رويدا تسللت الى نفسي تصورات عن نشأة الكون وبدايات الخليقه وفجر الحضارة وظهور الاديان ومن ثم قصة التوحيد مع ابناء ابراهيم .. وصولا الى بناء الامبراطورية الاسلاميه .. وصراعات الطوائف والمذاهب .. وصراع العلم والدين ..
لفت نظري الشعور بالمواطنة والاستعلاء الذي يغمر المواطنين من *** .. شعور واثق بامتلاك الحرم والكعبه والدين الحقيقي .. بالعلاقة الخاصة مع الله .. بشعور المعلم والاستاذ امام تلاميذ صغار جهال .. نظرة مليئة بالتهوين وعدم الثقه بالغير .. المبتدعين القبوريين اهل البدع والنساء الكاشفات الوجوه .. وبهذه المناسبة لا يفوتني ان اذكر منظرا مضحكا لاحد رجال الحسبة داخل الحرم الذين يأمرون نساء العالم بالتحجب حجابا نجديا .. فهو عندما وجد ان اللغة لاتسغفه في الكلام مع حاجة من بلاد ليست العربيه لغتها .. قام بتغطية وجهه بشماغه مثل نساء نجد وتكرار ذلك مع حركات مضحكة بلغة الاشارة يظهر فيها وجهه مره وعينيه وحدها مره ثم يغطي وجهه كله .. يريد ان يقول لها هذا هو الحجاب الشرعي ..
ومن عجائب الطائفين .. شاهدت رجلا يطوف وهو يدعو بصوت مسموع و بلهجة عاميه بدويه يلوم الزمان ويشكو كثرة الاموال وفساد الاخلاق وذهاب الرجوله والنخوه و كثرة التفاخر بالاولاد والقصور والسيارات و يلوم بعض المسؤلين المعروفين .. وعندما لاحظني انصت له .. توقف ونظر الي وقال : تسجل كلامي .. تريد شريط ..؟؟ .. فتركته وابتعدت عنه ..
اما اعجب شيء فهو الغزل في الحرم .. بل التحرشات الجنسيه في الحرم ..
ان الخير هو في الخروج من مكه بسرعه قبل ان تخبو شعلة الروح .. وتصبح مثل البدوي صاحب المثل أو البيت المشهور / ليتنا من حجنا سالمين .. كان الذنوب اللي علينا خفيفات ..
الحرم وما حوله مليء بالغزل والمعاكسات .. هذا ما صدمني أيضا .. شباب يطاردون شابات .. وشابات يستطيبون للملاحقات .. لكن هذا يحتاج موضوع خاص له ..