ليه ما صليت
اعترف أن لدي عقدة من الأشخاص المواظبين على الصلاة في المسجد .. ليست عقدة حسد و لا غيره .. بل خوف من عدم القدرة على الرد و الإسكات عندما يتفلسف احدهم ويقول ليه ما صليت ..؟ إضافة إلى اعتقاد خاص بان المواظبين على المساجد لديهم حصانه وسلطة .. وصلاحية في القبض عليك بتهمة التقصير في الواجبات الدينيه .. وان هؤلاء لا يمكن أبدا أن يقتنعوا انك صليت في بيتك أو أن وقت الصلاة أوسع و أفسح من زمن المسجد المحدد من الهيئة الدينية أو انك بإ مكانك أن تصلي في أي مكان وليس المسجد فقط .. طبعا يضاف إلى ذلك قدرتهم الفائقة على التخجيل والتحقير والتصغير والتقليل من شأن من لا يصلي أمام أعينهم ليثبت إيمانه أمامهم ويشهدهم عليه ..! وتجاوز هذا الاستبداد إلى الحكم على أخلاق الإنسان وضميره وأمانته وصلاحه من خلال رؤيته يصلي في المسجد من عدمه ..!! وبالطبع فأول ضحايا هذه النظرة القاصرة للأيمان هو الصلاة نفسها التي تخسر من قدسيتها ومكانتها في النفس عندما تتحول إلى أداة أو آلة للاضطهاد والتنكيل كما يظهر في حياتنا ألاجتماعيه بل والتجارية والاقتصادية فهذا الفهم السقيم لدور الصلاة والمسجد هو الدافع وراء إغلاق المحلات التجارية وتعطيلها جميعا في وقت واحد محدد ومطاردة الناس وتجميعهم وإيقافهم وأحيانا جلدهم .. بينما وقت الصلاة أوسع وأفسح من وقت الإغلاق العام المعمول به .. ثم ان الناس يهربون ويختبؤن عن العيون وقت الصلاة بدلا من الذهاب للمسجد أو الصلاة في المحلات والمكاتب .. لا ادري متى بدأت هذه العقدة الشخصية عندي ولا كيف .. كل ما اعرفه أن هناك مئات الآلاف إن لم يكن الملايين يشاركونني هذه العقدة والمشاعر المكبوتة .. بل أصبحت تصيبني حالة من الغثيان عند مقابلة الجموع المتوجهة الى المسجد أو الخارجة منه و أحيانا أتخيل أنني أقابل كائنات هابطة من كوكب أخر واشعر بأجواء من الغرابة وعدم القدرة على التفسير ..! هذا الغثيان والشعور لا يشمل صلاة الفجر .. فهذه لوحدها كوم والباقي كله كوم كما يقال .. فمن يستطيع أن يقوم من نومه ويترك فراشه وبيته في هذه الساعة المتأخرة من الليل ويذهب للمسجد اعتبره إنسان خارق .. وليس بشخص طبيعي أبدا .. ولا يمكن أن أتعامل معه تعاملي مع شخص طبيعي مثل بقية خلق الله .. . فهو له ميزة ان الفكرة قد انتصرت عنده على الغريزة أو حولتها إلى هدف غير محدد إما بإرادته وهذا نادر جدا أو بفعل التربية القاسية وزرع الرعب من الله في قلبه بدلا من محبة الله .. هذا الكائن الفجري يرعبني ويسلبني إرادتي .. لأنه قوي .. بل متسلط .. انه أيدلوجيا كامنة , فاشية مضمره لا تدري متى تنفجر في وجهك .. كنت أقابل احدهم أحيانا هنا أو هناك واستثقل دمه .. وفي إحدى المرات عدت للبيت فجرا وإذا بي أقابله نفس هذا ( ألأحدهم ) وقد طق أللطمه ( تلثم ) وهو يسير الهوينا إلى المسجد .. ومن يومها لم اعد استثقل دمه بل احذره وأخافه وابتعد عنه .. لأني اعلم انه سلاح متحرك .. كنت أتحاشى أن تقع عيني على عينه .. ادري انه يحتقرني في جوفه النتن .. واعلم انه يصلصل ويدحرج سلاسل الرعب .. قلت لنفسي لأنظم إلى سلك الصالحين .. رياضه وعباده وفرجه وتقيه .. حاولت ان املك سلاحهم ..ميزتهم ..أن أتحول إلى قبضة حديدية .. أن اضطهد الآخرين .. صليت مثنى وثلاث و مئة وو وو .. ولكني تعبت .. المسألة ليست مرة او مرات .. هذه ديمومة ومتوالية هندسية لا تنتهي إلا بالموت .. ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه .. وضعت لي مصلي في بيتي اصلي على كيفي ضمن حدود الوقت الشرعي .. اما الفجر فاصلي في غرفة نومي وأعود مسرعا إلى فراشي .. وهذا اضعف الإيمان ..
( انتهت الرسالة التي وردتني بالبريد .. فاستعذت بالله واخذت افكر في مستقبل شباب الامه )