Wednesday

على باب المبغى .. بهجة خلايا الجسد وفرحة ذرات الروح ..!

بينما كنت انتظر صاحبي في مقهى الانشراح بطريق خريص .. وجدت ورقة عليها هذه الكتابه .. )وانا على باب المبغى .. حدثتني نفسي .. انت انسان اولا .. انت كائن من لحم اولا .. انت حاجات اوليه .. انت الاخضر اليابس .. انت المرعى الجاف .. انت الروح المتشققه .. انت الحريق القديم .. البركان المنطفىء عنوة .. المهشم .. المسلول .. أما أن لتلك الروح المسلوبه .. أما أن لذلك الشعاع الغامض .. ان ينشر اريجه .. وينثر ذراته الملونه .. دنوت الى داخل المبغى وانا كالنائم .. و كلما اقتربت دخولا .. أبتهج وارتجف .. ازددت فرحا وأنا أقبل على المغامرة الخالده .. مغامرة الانسجام الفطري .. مغامرة العودة بشرا .. التحول حيوانا .. التحول الى مخلوق حي .. حدثت نفسي متهكما .. الثقافة ياللسخريه يا للأكذوبة الكبرى ..! تلك القشرة التي لا تسمن ولا تشبع .. هي للمترفين .. هي لمن لا يقتلهم الحرمان .. ولايضنيهم الجوع .. الحضارات تملاء دفاتر الزمن .. فتولدت الحروب والألام .. والزنا يملاء تجاويف الروح .. فولد الشعر والموسيقى والفن ..خطوت الى داخل المبغى .. وذرات روحي تنتشي .. انا المتسول .. انا الفقير .. مسكين المتعه .. المتعة الحرام .. انا الضمأن الى ابواب الرذيله ..!!ما ان توغلت .. ما ان شممت عبير الازهار ..حتى لعنت ظلالي .. لعنت نفسي وضياع ايامي بعيدا عن تلك المروج والازهار .. تفتحت لي ابواب الجمال .. شممت عطر الحياة .. علمت مهبط الفن .. ومنبعه .. سالت ذكريات كثيره .. استيقظت احلامي القديمه .. ورأيت بعين الخيال .. سلاسل الفن .. التصاوير .. والالحان .. والقصائد .. رأيت الشعلة التي توقدها ..المقبس الكبير .. كيف صبرنا .. كيف نصبر ..؟؟ تمددي يا ايامي .. واعطني كل ما لديك من لحظات .. لاتبخلي .. ساشرب .. سانسى اني كائن .. ساحيا للحيوان .. ساعيش لذلك الرفيق المتواري .. المخنوق تحت ثياب الحضاره ..( انتهت الوريقة .. تعجبت من جرأة صاحبها على القيم الكبرى الثابته .. وظننته من اهل النفوس الشيطانيه ..)