Friday

الخطر الصامت في المملكة



الخطر الصامت في المملكة اليوم .. الخطر الذي يهد المستقبل تهديدا حقيقيا هو خطر الزيادة السكانية الهائلة التي تعمل وتنمو دون ان نشعر بها ..ويخفف من صوت خطرها الوفرة المالية المؤقتة والتعتيم الإعلامي المدعوم بتصورات دينيه عن البركة في النسل وكأن مهمتنا إنتاج جنود ومجاهدين لإدخال الناس عنوة في الإسلام كما هو فعلا في التصور الشعبي العام لهذه المسألة والتي تظهر في ذلك الفرح الخفي عندما نقول بفخر أن أعداد المسلمين مليار نسمه او مليار ومئتي مليون او نوصلهم الى مليار ونصف أو حتى مليارين وكأننا نحقق انجاز إنساني هائل وليس تدمير البيئة ومصادر الحياة على الأرض وإنتاج مزيدا من البشر للحروب والعنف والجوع والصراعات .. نحن سائرون على خطى الدول التي تركت الحبل على الغارب للتمدد السكاني في فترة غفلة وانعدام وعي بمخاطر الزيادة السكانية حتى أصبحت اليوم لا تملك سيطرة على تزايدها السكاني .. بينما نحن جئنا متأخرين لهذه المشكلة ورأينا ولمسنا حجم المصاعب والمشاكل التي تعاني منها تلك الدول نتيجة التزايد السكاني الغير محدود ورأينا صعوبة كبحه اذا خرج من القمقم . كل دول العالم تقريبا تستطيع بطريقه أو أخرى التعايش مع الزيادة السكانية إلا نحن في متاهتنا الصحراوية القاحلة , حيث لن نجد ماء الشرب الذي كان يشرب منه الأجداد ويزرعون به الأرض الهزيلة لأننا تكاثرنا أضعاف كثيرة عن عديد أجدادنا و استنزفنا المخزون المائي على برامج زراعية استعراضيه ذات غايات سياسيه بينما كنا قادرين على استيراد ما نحتاجه من غذاء بأموال النفط المتوفره في ايدينا ونبقي الماء خزينا في الأرض ليوم لا نفط فيه ولا أموال تشتري الغذاء .. و كذلك لن نجد مستقبلا الغذاء الذي كان يسد رمق الأجداد بعد أن زدنا على تكاثرنا ان دمرنا البيئة الصحراوية و أبدنا حيواناتها وزواحفها وطيورها التي كانت مصدر البروتين الحيواني للأجداد . نحن مقبلين على خطر حقيقي خلال هذا القرن ان لم نتدارك ونضع برامج تحديد نسل الزاميه حتى يصبح عدد سكاننا محدودا وذكيا وغنيا وكريما ..
لا يوجد شعب ذكي ونظيف ومهذب وكريم وموهوب وسكانه يتزايدون بنسبة كبيرة جدا.. مع الأسف نحن واليمن ( شبيهنا الفقير ) نحتل اكبر معدلات زيادة السكان في العالم بمعدل يفوق الأربعة في المائة سنويا .. تخيلوا عددنا بعد عشرين سنه أو ثلاثين أو خمسين سنة أكثر من اللازم والحاجة خاصة ونحن نعيش في بلد قفر وفقير الإمكانات الغذائية و المائية ..والنفط لن يدوم وسينتهي يوما خلال القرن الحالي ! ماذا سيكون مصير ملايين الناس الذين سيقدمون إلى الوجود بسبب هواية التناسل اللانهائي .. نحن مقبلين على خطر بيئي وغذائي ومائي وجنائي .. مقبلين على مرحلة رخص الإنسان والتحول إلى بنغاليين في بلدنا وفي العالم إذا لم نكبح حالة زيادة السكان الحاصلة الآن ..
اليوم نحن نعيش في المملكة حالة انفجار سكاني حقيقية , يتزوج المواطن اليوم ثم سنوات قليلة وتجد بيته مليء بالأطفال ..أطفال أكثر من اللازم والحاجة .. هل هم للحرب أم للتفاخر أم للاستهلاك .. ألا يعلمون أن إنتاج الأطفال هو ارخص انتاج في العالم وان إنتاج السيارات والجوالات والحواسيب والبرامج هو أغلى وأثمن من إنتاج الأطفال بهذا الشكل ..المشكلة الكبرى أن هذا الخطر يتفاقم ويتزايد وسط صمت رسمي وقبول شعبي وتحريض ديني لزيادة إعداد الأمة و إعداد المجاهدين ..! المملكه هي اليوم الدوله الوحيده في العالم بلا برامج تنظيم أسره أو تثقيف عن مخاطر التناسل اللا محدود على الاقتصاد و الأمن والصحة العامة للمرأة والشعب .. بل ان فتاوي تحريم حبوب منع الحمل تجد رواجا باعتبار ان النسل خير وبركه وكل مولود يأتي برزقه معه .. وان لا تقتلوهم خشية إملاق الله يرزقهم ..
عدم التحرك ألان .. وهو تحرك متأخر على كل حال .. سيجعلنا ندفع الثمن في الغد القريب ..
إيران الدولة الدينية كما نحن كما يزعمون لديها برامج تحديد النسل منذ عشرات السنين و بها مصانع حبوب منع الحمل ومصانع الكوندوم .. وجهاز لتنظيم الأسرة يرأسه الرئيس نفسه ..ومع ذلك لم تفلح في كبح جماح الزيادة ..ونفس الشيء في دول أخرى .. فكيف بحالنا ونحن لم نبداء اي خطوة بعد ..
خسارة أن يصبح اولادنا و أحفادنا رخيصين إلى درجة أن لا احد يرغب فيهم في العالم .. لن يجدوا دول نفط يهاجرون للعمل فيها ..لن يجدوا دول تمنحهم العمل الرخيص. سيبقون في الصحراء يتقاتلون على الفتات بلا قيمة ولا ذكاء ولا كرامه ..