Saturday

هذه المدونة التي امامك محجوبة في السعودية !!


في الأيام الماضية تم حجب عشرات المواقع الكبيرة والصغيرة , فتم في هذه الموجة من الحجب .. حجب بعض المنتديات المتميزة مثل الشبكة الليبرالية السعودية .. بل وصل الحجب حتى إلى المواقع الشخصية المحدودة الانتشار والتأثير والتي أشبه ما تكون بدفاتر مذكرات ويوميات أو خواطر شخصيه في العالم الافتراضي .. فتم حجب هذه المدونة التي هي اشبه ما يكون بدفتر قديم .. فلا مظهر جذاب ولا عناصر فنيه فيها .. فلا يستطيع من هو داخل المملكة مشاهدتها ومن ضمنها صاحبها طبعا ..! وفي الحقيقة إن هذا شيء مربك ومحير ومزعج في نفس الوقت .. حيث تجد نفسك في حالة تماس مع قوى غامضة ..
حدثت نفسي ما العمل ..؟
ليست لدي الرغبة في المناكفة و المعاندة وكثرة القيل والقال .. بل كل ما سأعمله هو أن أتعامل مع الواقع باعتبار الانترنت اختراعا لم يحدث .. وان كل ما حدث هو حلم .. كل ما تم في الماضي من تواصل وتعبير وتفاعل .. هو مجرد حلم جميل انتهى برنين ساعة المنبه التي توقظني من حلمي و تذكرني أني لا زلت في عصر ما قبل الفضاء المفتوح .. وما قبل ثورة الاتصال والمعلومات .. وأنني بهذا أشبه قليلا ليوناردو دافنشي عندما رسم ذات يوم طائرة وطار بها على الورق .. قبل أن تطير في الواقع بمئات السنين .. سياسة الحجب في المملكة ليست جديدة ولا تنفرد بها المملكة فالحجب تمارسه معظم الدول العربية .. ولكنه سياسة غبية لان هناك أكثر من وسيلة لتجاوز الحجب تقنيا .. ولكن الخطورة في الفكر الذي يقف خلف مبدءا الحجب وهو فكر الرأي الواحد الأوحد الذي ثبت مرارا وتكرارا عبر التاريخ وفي كل العالم انه لا يفيد ..

تأملات في العلاقة بين التشدد الديني والخوف من النار ومناخنا الحار


سبق أن تحدث عقلاء العالم عن العلاقة السببية بين حال الإنسان الجسدية والفكرية وبين المناخ .. بل أن بعضهم شط وبالغ في تأثير العوامل المناخية والبيئية على البشر .. فقديما تحدث ابوقراط في رسالته عن الأجواء والمياه و الأماكن .. كما تطرق لهذه القضية أفلاطون وأرسطو وبعض علماء الرومان مثل أوفيدوس .. وطبعا تحدث عنها كثيرا ابن خلدون في مقدمته المشهورة عن (.. تأثير الهواء في ألوان البشر وكثير من أموالهم ثم عن اختلاف أحوال العمران في الخصب والجوع وما ينشأ عن ذلك من الآثار في أبدان البشر وأخلاقهم )..كما تحدث أيضا ابن خلدون عن ( اثر الهواء في أخلاق البشر ) .. أما مونتسكيو فكتب عن العلاقة بين القوانين والمناخ في كتابة الشهير / روح القوانين / بل انه نشأت مدرسة كاملة في القرن التاسع عشر تدعى مدرسة البيئيين تقوم على تبيين اثر عوامل الطقس والبيئة في النظم الاجتماعية ..افرد مونتسكيو خمسة أبواب كاملة لهذا الموضوع في روح القوانين من الباب 14 وحتى 18 .. ويقول ( أن الناس في المناطق الباردة تقل حساسيتهم لأنواع السرور .. وتكبر في المناطق المعتدلة .. وتصل إلى درجتها العظمى في المناطق الحارة .. وكما نستطيع تمييز درجات الحرارة بخطوط العرض نستطيع تمييز درجة الحساسية .. فأن صانع الطبيعة/ ( الله ) / أراد أن يكون الألم متناسبا في شدته مع ما يحدث من اضطراب في الجسم .. والأجسام الكبيرة الغليظة لشعوب أوربا اقل قابلية للاضطراب من ألياف شعوب المناطق الحارة .. فالمناخ ذو اثر فيزيقي ضخم .. ويخلص إلى أن القوانين يجب أن تكون متناسبة مع ظروف المناخ .. بل انه / مونتسكيو / يشرح اثر المناخ على كل عضو من الجسم ..! فقوة الناس وحيويتهم تكون اكبر في المناطق الباردة ..وهذا يؤدي إلى ثقة في النفس والى رغبة اقل في الانتقام من سكان المناطق الحارة ..وأثر الحرارة القوي على الجسم ينتقل إلى العقل فينتج عنه سلبية الأفراد فلا حب استطلاع ولا مشروعات.. مع ميل لتحمل العقاب الجسدي وعدم التأثر بالعقاب المعنوي .. كما يرجع نظام الرق و عادة تعدد الزوجات إلى المناخ الحار .. وعن اثر المناخ في عادات وقوانين الغذاء والشرب .. يقول إن شرب الماء هو لتعويض العرق المفقود في الجو الحار .. بينما في البلاد الباردة يشرب الخمر لتبخير الماء الزائد في الدم بسبب عدم وجود العرق .. فتحريم الخمر قانون مناسب للبلاد الحارة .. كما تحدث عن العلاقة بين المناخ و الرق المنزلي والرق السياسي والاسترقاق العائلي .. بل انه فسر نشؤ الإمبراطوريات بتأثير المناخ ..بعد هذا .. إن من يتمعن في ظاهرة تأثر البشر بالمناخ لا يمكن إلا أن يؤمن بها .. فالعلاقة وثيقة ومنبسطة على كل مجالات الحياة الدينية والعقلية والاجتماعية .. فالمناخ الحار في بلادنا نرى أثره شاملا من الملابس وتصميم البيوت إلى إيقاع الحياة اليومية التي تنشط في المساء وتخمد في اغلب النهار خاصة بعد اشتداد الحرارة من اثر الاسمنت والخرسانة و الإسفلت والتلوث المحلي وتعود الناس على أجهزة التكييف .. ومن العبارات الدارجة جدا ما يردده غالبية الناس عندما تشتد الحرارة في الصيف / يا الله النجاة من النار / .. فالمناخ الحار اللاهب يذكرهم بالمصير الأسود للعصاة والخارجين على النظام القبلي والديني الموروث .. لاشك أن لهذا المناخ القاسي والفريد أثرا في حجم ونوع التدين والتصورات الجماعية الذهنية للمصير مما يدفع للتشدد الديني والمبالغة في البعد عن الشبهات لتجنب النار الحارقة .. وربما لهذا تتمتع بلادنا بأقصى أنواع التشدد الديني في العالم الإسلامي وهي التي فيها أقسى المناخات الحارة .. فالعلاقة واضحة واثر المناخ واضح أن ما نعانيه من الطقس الحار الحارق إنما هو جزء ضئيل جدا جدا من ما يتوعدنا به الله .. و النتيجة المزيد من الخوف والرعب فالمزيد من التدين والتشدد .. إلى ما نراه اليوم من حال .. وهل حكم علينا المناخ أن لا نكتفي بقسوته المادية فقط حتى نعاني من قسوته العقلية والروحية ..؟ بل حتى المهاجرين إلى تلك البلاد الباردة الخضراء الجميلة يعودون أكثر حبا للحياة وتسامحا وأوسع أفقا بطبائع البشر وتقبل لاختلافاتهم .. ياللظل .. ويا للشجرة ..ويا للماء وما يفعل .. في الجسد والعقل .. أعطني شجرا اخضر وأزهارا وجداول ماء .. أعطيك شعبا متسامحا محبا للحياة .. أعطني غبارا ولوافح السموم .. أعطيك شعبا متعصبا متزمتا كارها للحياة .. !! قاله وكتبه الفقير إلى الماء والخضرة .. !