Sunday

هل الشيعة ضد القومية العربية ..؟

قد يبدو تساؤلا في غير محله أو غير لائقا أو أتهاميا , لكنه تسأل متداول و موجود لا يخفى على كل المتابعين لأوضاع المنطقة العربية والعراق تحديدا , فمنذ سقوط نظام صدام حسين ومجيء المعارضة الدينية إلى الحكم من إيران والمهجر والتساؤلات حول مدى عروبة هذه المعارضة تتوالى , ابتداء من مقولة الهلال الشيعي التي أطلقها العاهل الأردني إلى تصريحات مبارك المثيرة للجدل .. ورغم التأسيس العربي للمذهب الشيعي على يد صحابة النبي الكريم في المدينة المنورة ثم في مدن العراق العربي ألا ان المذهب يبرز بوجه فارسي الهوية وذلك لكون إيران هي الدولة الوحيدة التي تحتوي غالبية الشيعة في العالم والتي تمد المذهب بغالبية علماء المذهب ومفسر ينه و شراحه .. خاصة و إيران قد تحولت إلى دولة الولي الفقيه بعد الثورة الدينية التي أطاحت بالشاه وجاءت برجال الدين للحكم وجعلت المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية ولي أمر عموم أتباع المذهب في العالم أو ولي أمر المسلمين كما يقال في الإعلام الإيراني , وبهذا نصبت إيران نفسها دولة لكل شيعة العالم و تبوأت موقع المدافع والحامي لجميع شيعة العالم علانية .
وإذا عرفنا إن إيران تاريخيا كانت مصدرا ومركزا للشعوبية المعادية للعنصر العربي منذ العهد العباسي .. بل ان الروايات الدينية الشائعة عن الإمام المهدي انه إذا خرج سوف يقتل تسعة أعشار العرب ..! واليوم بعد سقوط نظام صدام حسين الدكتاتوري واحتلال أمريكا للعراق وتولي المعارضة العراقية القادمة من المهجر الإيراني الحكم في العراق ثم قيام هذه الحكومة بتصفية وملاحقة البعثيين و العروبيين .. وإذا عرفنا أيضا أن أيدلوجية القومية العربية هي أيدلوجية سنية أساسا ومنذ انطلاقتها في الثورة العربية الكبرى على يد الهاشميين إلى ناصرية مصر الكاسحة .. ويلقى تصريح مبارك حول ولاء شيعة المنطقة وقبله تصريح الملك عبدا لله الثاني عن الهلال الشيعي مزيدا من الشكوك والغموض في المواقف العربية للعراق اليوم .. هل عقدة الأقلية والخوف من المحيط السني هو السبب وراء غموض الموقف ..؟ وما يدعم هذا الغموض هو إلغاء الإشارة الثابتة في كل دساتير العراق منذ استقلالة إلى عروبة العراق فقد خلا الدستور العراقي الجديد من عبارة العراق دولة عربيه ..! والجدل حول العلم العراقي العروبي يسير في نفس الاتجاه المضاد لعروبة العراق .