مأساة اسمها الاسهم
اليوم انتهت تراجيديا تاريخيه لاتقل روعة عن سقوط الامبراطورية الرومانيه المقدسه .. فقد بعت اسهمي وخرجت من سوق يشبه العبارة المصريه الغارقه.. سوق ضايعة طاسته وربانه اصم ابكم اعمى .. لايسمع ولايرى ملايين المتعلقين المجروحين وهم ينزفون مدخرات السنين .. خرجت بعد ان يأست من ترديد اللي شبكنا معاك يخلصنا .. وكل المؤشرات تقول اننا نتجه من جرف الى دحديره .. كم اتمنى لو انني شاعر لارثي تلك الدريهمات التي كانت تجيب فلة طخما في ارقى مكان في الشرق الاوسط او شقة محترمه في احدى عواصم الغرب .. لا ادري اين اختفوا شعراء المناسبات والتزلف .. متى يعبروا عن شعبهم المفجوع في احب الاشياء اليه ..هل تمر مأسي المجتمع مرور الكرام ..بلا نواح ولا انين .. بلا شكوى .. كما هو عهدنا في ازمنتنا الديمقراطيه الذاهبه ..!!بعد ان تمت العملية سمعت انطلاق زمبرك في رأسي .. وصوت دحرجة صامولة خلف اذني .. وفورا خطر لي الذهاب في نهاية الاسبوع للحج .. لأقوم بزيارة الشيطان وبيدي اكبر نعلة يمكن ان احملها .. فلم يعد لي من عدو الا هذا الكائن الهلامي الزئبقي الخالي من الملامح .. فهو عدوي المستتر .. بعد ان بانت البرأة على الجميع .. واصبحت الوم النفس الامارة بالسؤ التي دلتني على سوق الاسهم .. وهي التي تأتمر بسيدها الشاخص بين جبال منى ..بعد الظهر وانا استعد للسفر خطرت في بالي الاف الخطط والمشاريع التي كان يمكن ان تسعدني لو لم تغرق السفينه .. كما خطر في بالي فيصل علوي وفكر بالمكسب لا بالخساره ..! وقلت لنفسي كالعادة طبعا ..انت احسن من غيرك .. ناظر من هم دونك لا من هم فوقك .. وما اليها من مسكنات شعبيه افلحت في جعل اجدادنا يصبرون على الظلم و اضطهاد بعضهم بعض في قلب صحراء الجوع والخوف والخرافه .. ماذا تغير من الامس ؟؟ كثير .. وبقي ايضا كثير ..!