فتوح العارفين .. في الخريف !
هبط الدرج برفق وعندما وصل الدرجة الاخيره توقف و اخذ نفسا عميقا وقال :ما جمل هواء البحر !قلت له هذه ارض جميله طيبه ما اروعها !هل انهزمت .. هل انتهيت الى مدح الهواء .. انا وهو .. ما الفرق .. انه عاش سبعين .. وعشت انا ثلاثين .. استمتع هو بالسبعين واضاع الثروة وانا لازلت احلم .. ابحث عن ما لا ادريه وسوف اموت بعده او ربما قبله .. مشيت مع العجوز على الكورنيش .. وبين الحين والحين نقف ليتطلع الىالبحر ثم الى السماء وياخذ شهيقا قويا ونكمل المسير ..تحدث كثيرا .. قال لي عن مغامراته في عالم التجاره واراءه السياسيه وسب الناس والمجتمع وحذرني منهم .. حدثني عن المدن التي زارها عن جمال الشوارع والمباني والنظام في بعضها والفوضى والفقر والقذاره في بعضها الاخر .. عن طبائع الشعوب كما يراها وهي خليط من النظرة العنصريه والشوفينيه المغرقه .. قضيت معه ثلاثة اسابيع لاجل النقاهه بعد العملية الجراحيه .. اقتربت منه كثيرا اكثر من ما سبق وعرفته اكثر كان هو الذي يتحدث معظم الوقت .. وانا استمع . تحولت الى اذن كبيره اسمع واسمع واسمع .. لم اكن اسرح ولا ابتعد ابدا فهو حريص ان ابقى معه متيقظ الذهن لما يقول .. عدا بضع سرحات لم ينتبه لها .. كنت مشدودا لحديثه اعجبتني ثرثرته .. وتعلمت منها ان مقولة حكمة الشيوخ اكذوبة وان العمر لا يزيد الانسان حكمه ولا عقلا .. تحدثنا في كل شيء تقريبا عدا موضوع واحد هو النساء ..لم يتحدث عنهن ..ولم اساله كنت اود ان اساله عن نساء المدن البعيده التي حدثني عنها عن هوائها واهلها وطباعهم واكلهم ومنازلهم كنت اريد ان اساله وما ذا عن نسائهم .؟ لكني خجلت ! خفت ان يكون سؤال كهذا يعني اتهاما بالفسق والفجور .. ففضلت الصمت .. لكني اشعر في بعض حكايته ان هناك شيء يقترب ويؤدي الى المرأه لكنه ينحرف قبل الوصول اليها ويذهب في اتجاه اخر .. او شك ان اساله لكني اخاف واخجل حتى جاء يوم كان العجوز نائما وقد فتح النافذه الكبيره المطله على البحر .. دخلت لاغلاق النافذه خفت عليه من برد الليل .. سمعته يتحدث حسبته يقظا .. نظرت اليه اذا هو نائم ويتكلم .. اغلقت النافذه وكنت على وشك المغادرة عندما سمعته يقول ( احبك ) توقفت نظرت الى العجوز واذا به نائم ويقول ( احبك ياناديه ) .. ارتبكت فكرت في الخروج يجب ان اتركه ليس مرؤة ان استمع اليه .. لكني لم اقدر على المشي تسمرت استمع .. كان كلاما مقطعا لكنه مفهوم وينتهي الى ان هذا العجوز له قصه ما .. كدت اضحك في الغد وهو يتكىء على ذراعي لنجتاز طريق الكورنيش .. تذكرت هيامه البارحه وحديثه عن لواعجقلبه لمحبوبته .. اردت ان اجر قدمه .. قلت له ان شاء الله اذا رزقت ببنت سأسميها ناديه ما رايك ؟ .. قال الماكر .. ماهذا الاسم القديم .. اختر اسما حديثا او سمها على امك ساره .. ثم اكمل دعني اجرب الاسم ناديه ناديه ناديه ردده بتلذذ ثم قال : لا باس به .. له رنين !انا موافق اسم جميل قلت لنفسي : هكذا اذا ..!! الان استطيع ان اخمن اين بعثرت الثروة ..
0 Comments:
Post a Comment
Subscribe to Post Comments [Atom]
<< Home