كيف أقنع نفسه مسحوق بن مسحوق بفضيلة التواضع ..!!
عندما كنت في الثالثة عشر من عمري كنت اظن ان الحق يغلب الباطل وان الخير لابد ان ينتصر في النهايه وكنت يومها اعتقد اني اشهد جولة انتصار الباطل على الحق وكل يوم ازداد شوقا بانتظار جولة انتصار الحق ..وعندما اصبحت في الخامسة عشره وعلى ابواب السادسة عشره اكتشفت ما اسميه الانسحاق , وعرفت ان والدي ينتميان الى اسرتين مسحوقتين بل وعريقتان في الانسحاق واستطعت ان اتوقع مستقبلي وتنبأت اني ساتزوج مسحوقه وسانجب ابناء مسحوقين .واليوم انا انسان مسحوق بجداره اسير في الطرقات واميز اقراني واعدهم وهم كثيرين بل اكثر من ما كنت اظن بعضهم يحاول ان يخفي انسحاقيته لكن عيني الخبيره تكشفه بسهوله ,هل تعلمون ماهو الانسحاق ؟ هو ان تصبح بطانة حذاء للاقوياء ..رغم كل ما قيل عن الطبقيه وقيم الدين لكني اعلم ان كل ما هو خارج مملكتي الصغيره خارج باب بيتي هو ترتيب من تراتيب الانسحاق وتشريع للهيمنه والسيطره التي جعلت والدي رحمه الله يترحم بل ويبكي عندما يمر امامه اي ذكر للقوه .... كان رحمه الله صوتا مخنوقا وجسدا مدبوغا ورايا مقموعا يمشي على قدمين ..هذا ما كتبه ابي المسحوق السابع عشر في سلالة البودرة البشريه .. اما انا فقد انعتقت من السلاله .. واصبحت متواضعا .. واليكم ما اتذكره بعد جلستي الاسبوعيه ..!في ذات يوم غير بعيد قمت من النوم ولم اتوجه الى العمل ولم اخرج من البيت كنت مليئا بشعور ملكي بهيج استمر اياما بينما انا في خلوة لا ابرح غرفة العرش .. مللت الحراس والوفود كانت الافواج والحرس تحيط بي عندما اشرت بيدي لهم ان يغادروا .. خرجوا بسرعة البرق ! شعرت بسعادة لخلوتي بلا حراس ولا وصفاء وقفت بالنافذة الملكيه .. تأملت مصير البشر واخيرا بعد ايام من التامل قررت ان اهب السعادة .. تطلعت وانا انوي ان امنح السعادة لاول من تقع عليه عيناي هذا الصباح .. بقيت في النافذه انتظر مرور سعيد الحظ .. لم يمر احد في الطريق المتربه ! كان الوقت مبكرا .. والنور لم ينتشر بعد .. واخيرا لاح رجل طويل نحيل وقد امسك بيده ارغفة من الخبز قد لفها في شماغه بقيت انتظر مروره لاصيح به وامنحه السعادة .. صحت به .. توقف ونظر الي .. ومالبث ان ارتعب وخاف من هيبتي الملكيه لم يحر جوابا توقف دقيقه اخرى ثم هرول راكضا بسرعه !عدت الى سرير ملكي .. وقد احزنني ما جرى .. قلت لنفسي انها عظمتي المتوارثه .. تخيف المساكين والعامه ..لاخلع ايهاب الملك ولأرتدي ملابس الفقراء لانزل لمستوى الشعب لاتواضع رحمة بالضعفاء ..وهكذا منذ اقنعت نفسي بفضيلة التواضع وانا احيا متواضعا ..!!
0 Comments:
Post a Comment
Subscribe to Post Comments [Atom]
<< Home