Friday

الدين في سلطنة عمان يقوم بدوره الحقيقي اليوم

تلفزيون سلطنة عمان .. يذيع قراءات قرآنيه وادعيه وأحاديث وابتهالات , بينما الشريط الإخباري في أسفل الشاشة يقول انه في هذه اللحظات رياح شديدة بسرعة مائتين كيلو تضرب السواحل والبلدات العمانية .. ورياح شديدة جدا وأمطار غزيرة جدا وبرق ورعد وصواعق و أمواج عاليه جدا على السواحل .. وفيضانات في مدينة صور مع انقطاع للكهرباء . أجواء من الرهبة والخوف والوحدة والضياع والضعف في سواد الليل .. كيف هو حال الإنسان قبل ألاف السنين عندما تضربه هذه الظاهرة على حين غره / فجأة / .. وبدون استعداد ولا تفسير ولافهم ولا تنبؤ علمي ولا معرفه انها ساعات وتنجلي بل يظن أنها مستمرة إلى أن يقدم القرابين والطاعات .. الكوارث الطبيعية تحديدا هي صانعة الضمير .. ( لان ابن ادم يخاف ما يختشيش ) ..!الكوارث الشخصية أحيانا تفعل نفس الشيء عند البعض .. كما حدث مع الرسول بولس أو مع بوذا أو مع المتحولين فكريا بعد وفاة قريب او حبيب أو غالي عزيز .. السؤال الذي يمكن طرحه اليوم في سلطنة عمان : لو كنا في وضع أخر معرفيا .. ماذا سينتج عن هذا الإعصار من أفكار ميتافيزيكيه ..؟ الإنسان في انسحاقه أمام قوة الطبيعة وشدة ضعفه يلجأ إلى الإيمان ليستعيد توازنه الداخلي ..حتى لا يفقد عقله ويجن أمام ظواهر الكون الكبرى .. فيهتف : سبحان الله .. كلا .. بل الله اكبر .. كلما شاهد ظاهرة كبرى قاهره .. يقول المؤمن : الله اكبر .. أي الله اكبر من هذا .. وهو قاهر هذا الشيء الكبير .. أنا في صف الله .. أنا مع اقوي الأقوياء في وجه طغيان الطبيعة .. تلفزيون السلطنة .. يتوجه للإيمان ليستعد الشعب توازنه في مواجهة غضب الطبيعة ..الدين هذا هو مكانه الطبيعي .. شد أزر الانسان في مواجهة قوى السحق الجباره الغير بشرية الغير مفهمومه نفسيا .. هنا دور الدين البسيط الغير معقد ولكن الهام جدا الذي يحقق أهداف نفسيه وروحية جوهرية .. الدين هنا يمارس دوره الحقيقي الجوهري .. وليس الكلام في العولمة والاقتصاد والفن والأدب والسينما والأزياء والسياسة والإدارة .. التي أنتجت الخراب الروحي والنفسي والآلام للبشرية والحروب الأحقاد .. الدين اليوم في سلطنة عمان .. يعمل .. يقوم بواجبه الحقيقي .. الذي من اجله نشأ وظهر ..

0 Comments:

Post a Comment

Subscribe to Post Comments [Atom]

<< Home