Saturday

يا دوب مرت علي 24 ساعة ..!!

لقاء الامس القريب البعيد .. وما ادراك ما لقاء الامس .. ؟كنت اسير بجانب البحر الهائج وسماء اواخر الخريف الرمادية الداكنة تحول الاشياء الى الم مقيم في القلب والروح .. سرت الاف الخطوات ترنحت على الشاطىء كنت مليئا بالشجن والذكريات .. كان شىء ما يدق في داخلي يذكرني بالحنين المبهم الى ما لا ادريه !! مررت بجوار مبنى قديم حجارته قد صدئت ونبت عليها العشب ..الرطوبه واصطفاق المد على اساسات البناء جعلته مخضرا بالطحالب والفطريات .. بينما كنت انظر ..رفعت راسي على صوت .. وجدت امرأة مسنة تطل من شباك ابتسمت لي وابتعدت على الفور .. كدت امضي وابتعد .. عندما اطل من نفس الشباك وجه جميل بل رائع الجمال وقد توشح بشعر اسود غزير .. ابتسمت .. فردت التحيه بايمائة خفيفه .. ولم تبارح النافذه ..وجدتني مجبرا على السير ..لانه لايجوز ان اظل انظر كالابله .. قلت لنفسي : يالروعة المكان ..!!سرت حوالي ثلاثمئة خطوه .. ثم عدت ادراجي ..على امل ان احظى بعودتي بنظرة اخرى من ذلك الجمال ..كانت النافذه مفتوحة لكنها خاليه .. اسفت لحظي .. وفكرت ما اكثر الجمال هنا .. الطبيعه والمباني والبشر .. بل السلوك والافكار حتى ! لم يتبقى لي سوى 24 ساعة واغادر .. ما اسرع ما تمضي الاجازه .!سرت مئات الخطوات .. عندما فجأة رأيتها جالسة !! هي نفسها.. نفس الشعر الاسود الثائر نفس البلوفر الاصفر ونفس الدثار الاسود حول كتفها .. كانت اراها من الخلف فوق صخرة كبيره .. لعلها تلتفت تنظر تجاهي ..!!قررت ان الفت نظرها .وقفت وقفة المتامل تجاه البحر تقدمت اكثر تجاه البحر القيت بضع حصيات عثرت عليها بصعوبه.. اصبحت في مجال رؤيتها ..التفتت بالعينين الواسعتين السوداوين والوجه الجميل .. ابتسمت ولوحت بيدي ..ردت باشارة خفيفة من يدها .. خمنت انها في اوائل العشرينات ربما في الثالثه والعشرين او الرابعه والعشرين .. رغبت في النظر اكثر اقتربت والقيت بالتحيه .. ردت مع ابتسامه فتشجعت وقلت : ما اجمل هذا السكون ..!وما كدت انهي جملتي حتى سطع البرق وهدر الرعد ..فضحكت .. وضحكت قلت : انه السكون الذي يسبق العاصفه !لم تجب بل استمرت في الابتسام والتحديق بي ... قلت : ستمطر حتما ..ضحكت واجابت : انه اخر الخريف ..تتابع البرق والرعد ..وبدا هطول المطر رويدا رويدا ..نهضت الفتاة وقالت : تعال الى دارنا فالجو ممطر عاصف ! ثم اكملت ضاحكه : ماذا اتى بك الى هذا المكان ايها الغريب ؟!استقبلتني العجوز بدهشه .. شربت القهوة مع كعك ملىء بالزبيب .. وقلت لاغادر .. لكن السماء لم تكف عن المطر ولا تسمح بالخروج ..اتصلت بالفندق واخبرتهم مكاني ..وطلبت ان يبعثوا لي بسيارة لتنقلني ..امضيت الوقت في انتظار السيارة بين سماع الرعد وسماع صوت الفتاة وبين رؤية البرق ورؤيه محياها الجميل .. كم وددت لو يتاخر السائق .. لو ان اجازتي اليوم بدأت .. لو اني .. واه من لو ..!!

(من دفتر الايام الغريبه )

2 Comments:

Anonymous Anonymous said...

Great site loved it alot, will come back and visit again.
»

10:03 AM  
Anonymous Anonymous said...

What a great site » » »

6:45 PM  

Post a Comment

Subscribe to Post Comments [Atom]

<< Home