عند مقبرة العليا .. ضاعت سيارتي .. وطاستي ..

على باب بنك الرياض اخذت الحبة الزائدة من الدواء .. مشيت الى سيارتي وانا ا ترنح من الالم قلت لنفسي ..اسقط ارضا او لاتسقط .. لم تخلق الا لكي تزيد الاعداد .. خلفت اولادا وانتهى دورك .. اكاد اسقط .. سأسقط على الارض مثل جرذ مسموم .. مشيت في طريقي المحتوم .. اين السياره .. ظنيت انها خلف البنك .. مررت بجوارها لم انتبه .. اه يامدينة الشيطان كم خسرت من عمري .. كم خسرت من قلبي .. واخيرا هاهي اموالي .. وصلت عند مقبرة العليا .. قلت لنفسي هل تستحق هذا المكان الهام .. سيارتي لاتقف هنا .. عدت الى الاتجاه الاخر وانا اتسأل هل هي مقبرة للعظماء حتى تكون على شارع العلياء .. ؟ هل لدينا عظماء اصلا.. ؟ .. ام انها نزعة الموت التي تحتوي مدينة الموت .. من شارع الوزير ومقبرته الشهيره .. الى العليا .. فكرت لو احصل على هذه المقبره .. هل استرد خسارتي ..؟نظرت الى القبور .. اهلها المجهولين .. مضوا بلا موسيقى جنائزيه ..ولا مراثي .. مثلما سأمضي ومثل ما ستمضي الملايين .. لاقيمة لهم .. فهم حقراء رعاع .. صعاليك ..لا لايساوون في ميزان القوى شيئا .. تذكرت القوة التي عصرتني وكسرت عظامي في الايام الماضيه واللاحقه .. تذكرت المنتفخون على التلفزيون وهم يمدون السنتهم ..ويقولوا ..موتوا قهرا ايها الكلاب الضاله ..يامن لاتستحقون الحياة .. يامن انتشلناكم من العشش والصنادق وبيوت كجحور الحيوانات ..وجعلناكم ناس واوادم .. يا للمسخره .. وياللمهزلة .. وصدق معلمنا وانساننا الاعظم .. عندما قال اذا رايتم الحفاة العراة رعاة الشاة والابل يتطاولون في العمران فاعلموا ان القيامة قد دنت .. وان التاريخ ينزوي ويلتف ليدخل منعطفا جديدا .. الا لعنة الله عليكم يا اكلة الجرابيع .. ايها العراة المساليخ .. تمدنتو اليوم .. وتركتوا الجحيشات والحمير .. وصرتو تغزلون بالصقور والخيول .. الله يرحم زمان اكل النفيع .. ولهم التبن ..التاريخ ايها التاريخ .. لن تدع مثل هذه المناسبة الحزينة تمر دون ذكرى .. ذكرهم ايها التاريخ ..ان الذهب الاسود هو السر .. ليس فكر ولا عقل ولاقوة ولا ارادة .. والناس سواسيه في هذا البلد على الاقل سواسيه تماما في الوضاعه والصعلكه والغباء والكفر بالحياة .. كم تمنيت لو امد يدي عبر التلفزيون لامسك بخناق المنتفخين ..واهزهم حتى ينسوون من جابتهم .. واقول لهم ايها الكلاب اللي لابسه ثياب .. اعطوني فلوسي ؟؟